فلسطين...قرأتها..رأيتها
بقلم: فداء بدرة
فلسطين...قرأتها لغةُ مقهورة في قلب أمٍ فلسطينية تمزق قلبها على فراق قرة عينيها, فقد بسطت له السماء يديها ليرتقي شهيداً إليها,فيترك ذرات التراب المقدسة وما عليها .
فلسطين... قرأتها حروفاً ثورية مكتوبة بالحبر المر على سطور الجبين وما عانى من غياب الضمير.
فلسطين...قرأتها كلمات عربية لؤلؤية تسير في نهر من المرجان, تروي ظمأ الظمأن بعد سيره في مسافات من الكثبان. فقد عاش بعد التهجير في مملكة كان منصبه فيها (ملك الضياع والحرمان), فما بال الأقران لا يرسمون على وجهه البسمة و لا ينظرون إليه بنظرة حنان.
فلسطين...قرأتها في روايةٍ حزينة تروي لنا قصصاً أليمة, تضني الفؤاد تكاد أن تكون أسطورة هذا الزمان الذي يُشار إليها بأفضل بنان.
فلسطين... رأيتها في منامي حُلماً ضائعاً صُنع من ضميرٍ نائم , لم تكن غايته يوماً التفكير باليقظة من هذه الغفلة العمياء وكأنه يعيش حياته في البيداء ولا يشاهد ولا يسمع عن أرضٍ أصبحت قاعة عرض لسفك دماء الأبرياء.
فلسطين...رأيتها في السماء نسراً يحلق بين سحاب العروبة(( فهو رمزها)) , فقد أمطرت السحاب بطولةً وشهامةً ((فلسطين أصلها)).
فلسطين... رأيتها في الليل قمرٌ ينير كوكب الدول العربية , هاربةُ منه كل الأجرام السماوية, فلا مكان لها بين هذه البقعة الماسية, وطلتها الجمالية.
فلسطين...رأيتها في النهار شمساً نستل منها خيوطاً ذهبية تنسّينا آلام الماضي وتصنع لنا ميلاداً جديداً وأملاً مديداً.
فلسطين... نطق بها لساني فكانت أجمل كلمة رنانة ترنُ في سمعي فبسماعها اهتزت الأرض من حولي.. فهي أجمل ألحان يرددها المطرب في أروع موال,وهي أجمل قصيدة رددها الشاعر في وجه العالم والاحتلال قرأها لنا من أعلى راية نُصبت على التلال.
فلسطين...رأيتها على بُعد نظر عيناي أبطالٌ يُقبلون ذرات ترابها ويندهشون بقداستها, عندما يصلون في مقدساتها, فتنال اعجابهم ويأخذون بالوصف في روعة طهارتها...رأيتها في عيون رجال يدافعون عنها ,فبذلك أيقنت شهامتها
وفي الختام : على الرغم من أن فلسطين لم يكن هناك ختامٌ لوصفها..فأنا أفتخر بأني فلسطينية وابنتها, ونتشرف بأننا البذور التى زُرعت والآن أنبتتها جيلاً ينبع من عروبتها.